
هل تؤدي السمنة إلى السكري؟ واحد من أكثر الأسئلة شيوعاً خصوصاً في الوقت الراهن، حيث لم تعد تقتصر السمنة على كبار السن فقط، فأغلب المصابين بالسمنة المفرطة هم من الشباب والأطفال، في العمر الذي يجب أن يكونوا في قمة نشاطهم وحيويتهم، فقد أصبحوا كسالى لا يفضلون الحركة بسبب أوزانهم الزائدة وطريقة أكلهم الخاطئة، فالسمنة مشكلة تبدأ في الغالب من الصغر، حيث يعتاد الطفل على تناول كميات مهولة تزيد عن حاجته الجسدية، بالإضافة إلى الميول لتناول الأكل غير الصحي، مثل أكل المطاعم والحلويات والمشروبات الغازية، تلك التي لا تساعد على النمو بالشكل الصحي كما تؤدي إلى السمنة المفرطة والتي قد يضطر بسببها إلى استخدام أدوية لا يحصى عددها أو الخوض في عمليات خطيرة من أجل التخلص من هذا الوزن الزائد، وقد ثبت علمياً مدى ارتباط السمنة بالعديد من المشاكل والأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والضغط والكوليسترول والسكري.
ارتباط النوع الثاني من مرض السكري بالسمنة ليس واضحاً بالشكل العلمي المطلوب. لكنه يعتمد على قلة الأنسولين المفرز من البنكرياس الذي يعتقد العلماء أن سببه تأثير البنكرياس من كثرة إفراز الأنسولين، فبسبب الأكل الزائد على مدى سنين طويلة تبدأ خلايا البنكرياس بالتأثر شيئاً فشيئاً إلى أن يأتي اليوم الذي يضطر فيه الشخص إلى استخدام الأدوية المحفزة لإنتاج الأنسولين أو الاضطرار إلى استخدام أبر الأنسولين، ولتجنب هذه المشكلة. على الشخص تحديد الكميات التي يحتاجها جسمه بمساعدة أخصائية التغذية العلاجية وتجنب الإفراط في الأكل في أي حالة من الأحوال.
من ناحية آخرى تزداد مقاومة الجسم للأنسولين الموجود في الجسم فيحتاج الشخص إلى كميات أكبر بكثير ليستطيع جسمه استخدام هذا الأنسولين، فنتيجةً لتعود الجسم على التعرض لكميات كبيرة جداً من الأنسولين يبدأ الجسم بمقاومة هذا الأنسولين وبالتالي يرتفع مستوى السكر في الجسم بالتدريج إلى أن يصاب الإنسان بالنوع الثاني من السكري.
أبسط ما يمكن عمله لتجنب السمنة بشكل عام هو اتباع نمط الحياة الصحي الذي يعتمد على ثلاثة أشياء. الأكل الصحي كالخضروات، والفواكه، وحبوب القمح الكاملة، والابتعاد عن المقليات والحلويات وأكل المطاعم والأهم تجنب الإفراط في الأكل فوق حاجة الإنسان.
الرياضة هي يمكن أن تنقص الوزن الزائد وتحافظ عليه في المستوى المطلوب بالإضافة إلى أنها تحمي من الأمراض المزمنة من أهمها مرض السكري، والقلب، ومشاكل العظام والعضلات، كما أن الرياضة واحدة من العوامل اللا دوائية التي تساعد على تقليل نسبة مقاومة خلايا الجسم للأنسولين فهو حل يستخدمه مرضى النوع الثاني جنباً لجنب مع الأدوية لمساعدتهم على تحسين مستوى السكر في الدم.
السمنة تحولت من مشكلة يواجهها عدد محدود من الناس إلى إحدى أكثر المشاكل انتشاراً في جميع أرجاء عالمنا الواسع، أحد أهم الأسباب هو تعود الشخص منذ الصغر على عادات سيئة إذا ما استمرت معه أدت به إلى هذه المشكلة المستعصية التي يصعب حلها عندما تبدأ بالتأثير على الجسم، لذلك فأفضل حل هو تعويد الأطفال منذ نعومة أظفارهم على عادات غذائية صحية وتوليد شغف الرياضة والحركة لديهم منذ الصغر.
- قسم التثقيف الصحي