لقد أدت التطورات العلمية الحديثة بحمد الله إلى ارتفاع كبير في نسبة شفاء أورام وسرطانات الأطفال، فبالرغم من الصدمة النفسية التي يتلقاها الأهل عند سماع التشخيص إلا أنه يجب التوعية أن نسب الشفاء بحمد الله أصبحت مرتفعة جدا.
إن الشائع عند الناس أن أمراض الأطفال بشكل عام والأورام بشكل خاص هي أمراض وراثية، وهذا أمر خاطئ، فإن الحقيقة أن أغلب أورام الأطفال لا يعرف سببها وهي لا تحدث عن طريق الوراثة أو عن طريق العدوى، وهو ما أثبته العلم ونتائج الدراسات والأبحاث، فقد تحدث الأورام لدى الأطفال نتيجة تغيرات جينية مفاجئة ولكنها ليست بالضرورة وراثية.
يبدأ تشخيص المرض عند ملاحظة الأهل لأعراض غير اعتيادية على الطفل، مثل الضعف العام، نقصان الوزن، ارتفاع الحرارة بدون سبب معروف واستمرارها لمدة طويلة، النزيف وملاحظة أية أورام أو بروزات غير طبيعية في الجسم، وهنا تبدأ أجراس الخطر ويبدأ الوالدان يستشعران الخطر، ثم تبدأ مرحلة التشخيص الدقيق بعد التوجه إلى الأطباء المختصين وعمل الفحوصات الدموية والاشعاعية وكذلك عمل فحوصات الانسجة اللازمة.
عندما يثبت التشخيص فإن من أصعب المهام التي يقوم بها الطبيب هي نقل الخبر إلى أهل الطفل المصاب، وهي اللحظات التي تعتبر صادمة للوالدين، ولا يتمناها أي شخص وتمثل أقصى المخاوف، وهي تمثل للطبيب مشكلة في أن يقوم هو بنقل الخبر السيئ، ولكن إعلام الأهل بالتشخيص والتوضيح لهم بماهية المرض وطرق علاجه يعتبر بداية مهمة للعلاج، وقد يستعين الطبيب بوجود أشخاص آخرين معه أثناء إخبار الأهل بالتشخيص مثل الأخصائيين الاجتماعيين وقد يستخدم الطبيب معلومات طبية مؤكدة عن نسب شفاء مبشرة للشفاء أثناء الحديث عن المرض، وبقدر صعوبة اللحظات الأولى وصعوبة ابلغ الأبوين بقدر أهمية التشخيص ودقته والبداية فوراً بوضع الخطة العلاجية.
وتختلف طرق علاج الأورام عند الأطفال حسب نوع الورم أو السرطان ومرحلته ودرجة انتشاره في الجسم، وبشكل عام فإن العلاج يشمل العلاجات الكيميائية، العلاجات الإشعاعية والإستئصال (التدخل الجراحي) إذا كان ذلك ممكناً، وتختلف كذلك نسب الشفاء بإذن الله حسب نوع الورم ودرجة انتشاره، ويهدف العلاج في حالات الأطفال إلى الشفاء بإذن الله وهذا يختلف عن الكبار حيث أن التحكم بالمرض في حالات الكبار لعدة سنوات قد يكون مقنعا في بعض الأحيان، بينما الطفل الذي بدأ يستقبل الحياة وجسمة يساعد في مقاومة المرض والبناء من جديد والتكيف فإن هدف العلاج يكون هو الشفاء التام وهو أمر بإذن الله أولاً ولكنه ولله الحمد ممكن.
إن التشخيص المبكر للسرطان لدى الأطفال والوصول للمكان الصحيح بشكل سريع للعلاج وكذلك التقدم العلمي الكبير في هذا المجال يعطي الأمل الكبير للشفاء بإذن الله لكثير من الأطفال الذين أصيبوا بهذا المرض.
- قسم أورام الأطفال
